حديقة العجائب!

 

 أَيَّام مَرَّت كَمَا بَرِق كَاد يَسْحَق بَصَرِي بِالْامْس..
يّوم مِن شَبَه إِجَازَة أَقْرَب مَايُقَال عَنْهَا كَذَلِك بَقِي مَشْهَد طُبِع بـ ذَاكِرَة تَشُوْبُهَا حُنَيْن قَاسِي لـ شَيْء سُلِب مِنْهَا..

فِي حَدِيْقَة تَزْدَاد فِيْهَا الْأَنْفَاس كُنْت اشَد رَحْلِي مُمْسِكَة بِيَد

اخْتِي الْصَّغِيْرَه لَم أُعِر أهْتَمَامِي لـ شَيْء سَوَّاهَا فِي كُل حِيْن احْمِلُها لـ تَرَى هَذَا وَذَاك
وَبَيْن كُل مَن دَاسَت قَدَمَاه الْمَكَان فِي ذَلِك الْيَوْم عِبَرَا أَمَامِي كَمَا عِبَرَا أَمَام مَن قَبْلِي رَجُل أَعْرَج وَأمْرَأة عَرْجَاء مُمْسِك أَحَدُهُمَا بِيَد الْأُخَر بِشِدَّه
بـ نَفْس نَغَم الْمِشْيَه وَعَزْف مَيَلَان إِحْدَاهُمَا اتِّجَاه الْاخِر..
..بَدَا لِي كـ صُوْرَة مُنْعَكِسَة لـ جَسَد وَاحِد او مْرَأَة لـ رُوْح فِي جَسَدَيْن
مَوْقِف رَسْم بِإِتْقَان أَقْرَب مَايَكُوْن بِفِلْم سِّنَمَائِي حَرَّك شَيْء مَا جَعَلَنِي عَلَى يَقِيْن بِأَن الْحُب إِنْعِكَاس أَرْوَاح بِتَفَاصِيْل مُتَشَابِهَه.. 

\

 

فِي ذَات الْحَدِيقَة الْعَجِيَبِه..
بِالتَّحْدِيْد فِي مِنْطَقَة الْخُرُوْج
عَدَد مِن الْوَافِدِيْن فِي ازْدِيَاد مُسْتَمِر وُقِفُوا بِجَانِبِي
ثَوَانِي وَشاحِنّة نُقِل الْلَّحْم الْمُبَرِّد تَقْف فِي مَقْطُوْرَة الانْتِظَار
تَرَجَّل مِنْهَا رَجُل ذُو بِنْطَال ضَيْق تَسْبِقُه كَرِشُه امَامَه وَدُخَان سِيْجَارَتَه عَكْس فُضَاضَتِه
فَتَح بَاب الْشَّاحِنَة الْخَلْفِي وَصَاح بـ مِن يَعْرِفُه هُنَاك: يَا اوْلَاد بِسُرْعَه حـ مَشْي
سُمِعَت صِيَاح ابْنَائِه :بَابا جَه..بَابا جَه
لَم اسْتَوْعَب مَاحَدَّث أَمَامِي فَقَد مُلِئ مَكَان الْلَّحْم الْمُبَرِّد بـ أَطْفَال وَنِسَاء!
و أَظُن أَنَّه قَد دُعِى كُل مَن يَعْرِفُه لـ يَسْتَمْتِعُوْا بِالْنَّقْل الْمَجَّانِي
إِسْتِغْلال يَفُوْح مِنْه رَآئِحَة البَجاحِه !..
مَا ارِيْد أَسْتِيعَابِه أَلَا يَشْعُر بِآَلْخُوْف عَلَى أَبْنَائِه
و مَن فِي ذِمَّتِه لـ نَقْلِهِم بـ هَكَذَا طَرِيْقِه وَإغْلَآق الْمَكَان عَلَيْهِم مَا يردُ في بالي بعد هذا المشهد ..لَو أَنَكْتِمُوا وَمَاتُوْا !





 

مَشْهَدَان فِي حَدِيْقَة مُتَرَاميَه بَيْن أَيَّام إِجَازَة إِنْتَقَلَت لِلْمَوْت فِي فَتْرَة قَصِيْرَه !